للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يريد الحبل الضعيف، فهذا هو المعروف. ويقال: منين وممنون، كقتيل ومقتول، وجريح ومجروح. وذكر التوزي في كتاب الأضداد أن المنين يكون القوي، فجعله١ "فعيلا" من "المنة"، والمعروف هو الأول.

وقال غير ابن عباس: {لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} لا يمن عليهم فيكدر عندهم.

ويروى من غير وجه أن ابن الأزرق أتى ابن عباس يوماً٢ فجعل يسأله٣ حتى أمله، فجعل ابن عباس يظهر الضجر، وطلع عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة على ابن عباس، وهو يومئذ غلام، فسلم وجلس، فقال له ابن عباس: ألا تنشدنا شيئاً من شعرك? فأنشده:

أمن آل نعم أنت غاد فمبكر ... غداة غد أم رائح فمهجر!

بحاجة نفس لم تقل في جوابها ... فتبلغ عذراً والمقالة تعذر

تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع ... ولا الحبل موصول ولا القلب مقصر

ولا قرب نعم إن دنت لك نافع ... ولا نأيها يسلي ولا أنت تصبر

وأخرى أتت من دون نعم ومثلها ... ونهى ذا النهى لو يرعوي أو يفكر

إذا زرت نعماً لم يزل ذ قرابة ... لها كلما لاقيته يتنمر

عزيز عليه أن أمر ببابها ... مسر لي الشحناء والبغض مظهر

ألكني إليها بالسلام فإنه ... يشهر إلمامي بها وينكر

بآية ما قالت غداة لقيتها ... بمدفع أكنان أهذا المشهر!

قفي فانظري يا أسم هل تعرفينه ... أهذا المغيري الذي كان يذكر!

فقالت: نعم، لا شك غير لونه ... سرى الليل يحيي نصه والتهجر٤

لئن كان إياه لقد حل بعدنا ... عن العهد، والإنسان قد يتغير

رأت رجلاً أما إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأما بالعشي فيخصر


١ ر: "يجعله".
٢ ساقطة من ر.
٣ ر: "يسائله".
٤ النص: ضرب من السير, والتهجر: السير في الهجارة.

<<  <  ج: ص:  >  >>