للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جنوباً (١) باتجاه القوات المصرية.

وكان هذا أول الوهن: اختلاف الآراء، وظهور رأي يحبّذ الانسحاب انتظاراً للنجدات، وإعلان رأي يحبّذ عدم الانسحاب وقتال قطز.

وبعث قطز طلائع قواته بقيادة الأمير ركن الدين بيبرس البندقداري لمناوشة التتار واختبار قواتهم، واستحصال المعلومات المفصَّلة عن تنظيمها وتسليحها، فالتقى بيبرس بطلائع التتار في مكان يقع بين (بيسان) و (نابلس) يدعى: (عين جالوت) في (الغَور) غور الأردن، وشاغل التتار حتى وافاه قطز على رأس القوات الأصلية من جيشه (٢).

وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك من سنة ثمانٍ وخمسين وستمئة الهجرية (٦ أيلول - سبتمبر - ١٢٦٠م) نشبت بين الجيشين المتقابلين معركة حاسمة، وكان التتار يحتلون مرتفعات سهل (عين جالوت)، فانقضُّوا على جيش قطز تطبيقاً لحرب الصاعقة التي يمارسها التتار في حروبهم، تلك الحروب التي تعتمد سرعة الحركة بالخيَّالة، وكان القتال شديداً لم يُرَ مثله حتى قتل من الطائفتين جماعة كثيرة.

وتغلغل التتار عمقاً واخترقوا ميسرة قطز، فانكسرت تلك الميسرة كسرة شنيعة، ولكنَّ قطز حمل بنفسه في طائفة من جنده، وأسرع


(١) النجوم الزاهرة ٧/ ٧٩.
(٢) انظر تفاصيل سيرته في النجوم الزاهرة ٩٤ - ٢٠٠.

<<  <   >  >>