أربع مدارس يتوسطها صحن فسيح، لذلك سميت هذه المدارس أيضاً بمدارس الصحن، وفيها يقضي الطالب المرحلة الأخيرة من دراسته.
وألحقت بهذه المدارس مساكن للطلبة يتناولون فيها طعامهم، كما يتناولون منحة مالية شهرية، وكانت الدراسة في هذه المدارس تجري في جميع أيام السنة. وأنشئت بجانب المدارس مكتبة خاصة، وكان يشترط في الرجل الذي يتولى أمانة هذه المكتبة أن يكون من أهل الصلاح والعلم عارفاً بأسماء الكتب والمؤلفين، ويعير الطلبة والمدرّسين ما يطلبونه من الكتب بطريقة منظَّمة دقيقة، ويسجل أسماء الكتب المستعارة في سجل خاص. وهذا الأمين مسؤول عن الكتب التي بعهدته، بل مسؤول عن سلامة أوراقها، وتفتش هذه المكتبة كل ثلاثة أشهر على الأقل.
وأدخل السلطان الفاتح في مناهج التعليم نظام التخصص، فجعل للعلوم النقلية والنظرية قسماً خاصاً وللعلوم العملية التطبيقية قسماً خاصاً أيضاً.
وحذا العلماء والوزراء حذو سلطانهم، وتنافسوا في إنشاء المدارس والمعاهد، مما أدى إلى انتشار العلم وازدهاره. وقد أضفى السلطان الفاتح على المدرسين والأساتذة رعاية كريمة سابغة، ووسع لهم في المعيشة ليتفرغوا للعلم والتعليم.
وليس أعرف بمكانة العلماء وأقدارهم ممن مارس العلم وجهد في سبيله، وقد كان السلطان الفاتح عالماً بحق بكل ما تحمله الكلمة من معان، فقرَّب إليه العلماء وأعلى شأنهم ورفع قدرهم وشجعهم على