للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقطع اتصاله به ولو كان من المقرَّبين إليه.

وينكر على الشعراء التبذُّل والمجون والدعارة، ويعاقب الشاعر الذي يخرج عن آداب المجتمع أو يطرده من بلاطه، ولا غرو فقد نشأ الفاتح منذ صغره على خير ما ينشأ أمراء زمانه تربية وأدباً.

وعمد السلطان الفاتح إلى إذكاء روح العمل والإنتاج وتنشيط الحركة العلمية بجميع وسائل التشجيع المعنوية والمادية، وكثيراً ما كان يطلب إلى نفر من العلماء الكتابة في موضوع واحد، ليدفعهم التنافس والتسابق إلى الإجادة والإتقان، ثم يمنح المتسابقين مكافآت جزيلة ويخصّ المتفوّقين بالخلع السنية، فازدهرت النهضة الفكرية في حياته وخصب الإنتاج وكثر التأليف.

ولم يفت السلطان الفاتح الثاقب البصر أن يستعين بالنقل والترجمة في بعث النهضة الفكرية ونشر العلم والمعرفة بين قومه، فأمر بنقل كثير من الآثار المكتوبة بالعربية واليونانية واللاتينية إلى اللغة التركية. من ذلك كتاب: (مشاهير الرجال) لبلوتارك، وقد علَّق

الأستاذ بيوري على ذلك بقوله: " ... فإذا كان السلطان الفاتح نفسه يعرف اللغة الرومية، فلا شك أنه قد أمر بترجمته لتعميم نشره وفائدته بين رعاياه" (١). كما نقل إلى التركية من العربية كتاب: (التصريف) في الطب لأبي القاسم الزهراوي الطبيب الأندلسي مع زيادات في صور الآلات الجراحية وأوضاع المرضى أثناء إجراء العمليات الجراحية.

وقد عثر السلطان الفاتح بعد فتح القسطنطينية بكتاب بطليموس


(١) الأستاذ ( Bury) في تعليقاته على كتاب: جبون ( Gibbon) .

<<  <   >  >>