للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعالم العامل أحرص الناس على الجهاد وأكثرهم فائدة في ميدان القتال، لأنه يرفع المعنويات، ويقوي العزائم، ويشجع على الثبات، ويحرّض على الاستقتال.

وللعلماء العاملين تاريخ مشرف في الجهاد، وقد استشهد ثلاثمئة صحابي في رواية - وخمسمئة صحابي في رواية أخرى - من القراء في معركة (اليمامة) تحت لواء خالد بن الوليد - رضي الله عنه - في حرب الردّة، والقراء هم علماء الصحابة العاملون.

وقد كان مع كل قائد فاتح في أيام الفتح الإسلامي العظيم علماء عاملون من (الدعاة) يطهرون نفوس أفراد الجيش قبل نشوب القتال، ويباشرون الحرب بعد نشوبها، ويدعون الناس إلى الإسلام بالحسنى والموعظة الحسنة بعد إحراز النصر.

وما يقال عن قادة الفتح الإسلامي، يقال عن القادة المنتصرين بعد توقف هذا الفتح.

كان وراء قطز العالم العامل الشيخ العز بن عبد السلام وأضرابه، وكان وراء صلاح الدين الشيخ ابن شداد وأمثاله، وكان لا يسمع بعالم عامل إلا استقدمه ورحّب به وجالسه وخالطه واستمع بشوق إليه.

وكان وراء السلطان محمد الفاتح الشيخ آق شمس الدين والشيخ الكوراني وأمثالهما كثير من العلماء العاملين.

وقد بلغ إعجاب السلطان الفاتح بالعلماء، أنه اتخذ زيّهم ونبذ زيّ السلاطين. وقد كان للفاتح - كما مر بنا - دويّ في العالم كله وأثر

<<  <   >  >>