ولكنني رأيتهم يكتفون بالتذمر ولا يفعلون شيئاً لمعالجة الانحراف، وحجتهم في ذلك أن متطلبات العصر تحتم ذلك، أو أن الأولاد كلهم منحرفون، أو أن ازدحام أعمالهم تحول دون التفرغ لأولادهم ... إلخ، من المعاذير ... إن متطلبات العصر، وانحراف أكثر الأولاد، لا يسوغان بالضرورة ترك الحبل على الغارب للأولاد والسكوت عن الانحراف. كما أن ازدحام الأعمال على الأبوين لا يسوغ السكوت عن انحراف أولادهما.
ولو سألني سائل: هل الأفضل أن تعمل الأم لتترك أطفالها تحت رحمة غيرها مما يؤدي إلى انحرافهم، أو تتفرغ لتربية أطفالها تربية سليمة تاركة عملها خارج الدار؟ لأجبت بدون تردد:"تربية الأطفال تربية سليمة أهمّ من العمل الخارجي، وبناء رجال المستقبل أهم من المال ومن العيش الرغيد".
وماذا يفيد الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه.
لقد بالغنا بتوظيف الفتيات في الوظائف الحكومية، وأرى أن وظيفتها في تربية أطفالها أهم من كل وظيفة أخرى. وقد حدثت مآسٍ كثيرة من جراء تغيب الأم عن بيتها، لأن الأطفال حرموا من التربية الصالحة.
أليس من الغريب أن يبقى محمد وأسامة وخالد عاطلين عن العمل، ثم نطالب خولة ورقيّة وفاطمة بالعمل؟