انشقاق القمر فلقتين، ومن ذلك تسبيح الحصى في يده، ونبع الماء من بين أصابعه، وتكثيره الطعام القليل حتى يكفى الجمع الكثير، وأعظم ما آتاه الله هذا القرآن، والقرآن العظيم آية عظيمة، تخاطب القلوب والعقول، وهو آية دائمة باقية إلى يوم القيامة، وقد تحدى الرسول - صلى الله عليه وسلم - قومه، وهم الفصحاء البلغاء، بأن يأتوا بمثل هذا القرآن، أو بمثل سورة منه، فعجزوا ولم يستطيعوا ذلك، هذا مع شدّة الخصومة، التي تدفعهم إلى معارضة القرآن لإبطال هذا الدين، ولكنهم لم يجدوا إلى ذلك سبيلًا.
وإذا كان العرب قد عجزوا عن الإتيان بمثل هذا القرآن فغيرهم أعجز، ذلك أن العرب الذين أنزل فيهم القرآن هم ملوك الفصاحة والبلاغة، والتاريخ شاهد على أن القرآن آية معجزة، فلم يأت من يزعم أنه أتى بمثل القرآن {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: ٤١، ٤٢].
القرآن آية فريدة بين آيات الرسل جميعًا، إذ هي آية باقية دائمة خالدة، لا تزول بوفاة من نزلت عليه، كما هو الحال بالنسبة للرسل السابقين، وهي آية تخاطب العقول والقلوب، كما تخاطب فطره الإنسان عبر الزمِان والمكان، لقد كانت معجزته الوحي المتلو: القرآن، ، يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما من الأنبياء من