الإسلام يقيم نظامًا اقتصاديًا ينسجم في مساره مع هدف الإسلام في إقامة المجتمع الإسلامي المتراحم المتعاون، فالتشريعات الاقتصادية الإسلامية توجه الأغنياء إلى السعي في مصالح الفقراء وتقديم العون لهم وسدّ خلتهم، وليس لهم في الأغنياء إلى السعي في مصالح الفقراء وتقديم العون لهم وسدّ خلتهم، وليس لهم في ذلك منه، بل هو أمر إلهي رباني، يعاقب من حاد عنه، فالإسلام يقول لأبنائه أنتم إخوة فيما بينكم، ويقول لهم المال الذي بأيديكم مال الله وللفقراء حق في أموالكم، ويفرض في سبيل تحقيق هذا فرائض كالزكاة، والخمس، والخراج، ويحبب في الصدقات والإنفاق، فتقوم الألفة والمودة بين أبناء المجتمع الإسلامي.
وإذا أنت نظرت إلى المجتمع الشيوعي تجد أن أحد أعمدته التي يقوم عليها هو الصراع بين طبقات المجتمع، هذا الصراع الذي يؤدي إلى العداوة والبغضاء وسفك الدماء ونهب الأموال، ومن ينظر في حال الدول الشيوعية يعلم صدق هذا الذي نقوله، والمجتمعات الرأسمالية لا تخلو من هذا المرض، فالفارق هناك بين البشر كبير، فئة قليلة هي التي تملك الثروة، وبقية الأفراد لا يملكون إلا القليل، والأغنياء لا شأن لهم بالفقراء، فالمال مالهم، ولا شأن لأحد بهم.
[٦ - توزيع الثروة وتفتيتها]
يشبه علماء الاقتصاد المال بالدماء التي تجري في شرايين الجسم، وإذا كانت شراين الجسم مفتوحة تسمح بوصول الدم إلى كل أجزاء الجسد فإن جسد الإنسان يكون في وضع حسن، ولكن إذا أغلق شريان من الشرايين فإن الجزء الذي يغذيه ذلك الشريان يصاب بالشلل، وهذا ما يحدث عندما يكون المال دولة بين أيدي فئة قليلة من البشر.