الحكم الالتزام بالشريعة، ومشاروة المسلمين، فلما تولى الحكم بنو أمية أصبح الحكم لا يسير على هذه القاعدة، ثمَّ أصبح وراثيًا في عهد بني العباس، وتصرف الحكام في بعض الأحيان وفق أهوائهم في الأموال وفي الأحكام، ولكن الحياة الإسلامية في الجوانب الأخرى كانت أكثر استقامة.
٧ - فشو البدع والحرافات:
كثرت البدع وانتشرت الخرافات، وشكلت هذه البدع والخرافات جزءًا من عقائد المسلمين، وأثرت في سلوك الفرد وحياة المجتمع، فقد أصبح لبعض الصالحين مكانة تحاط بهالة من التقديس، وتحاك حول هؤلاء الأساطير, فكان هؤلاء يُقْصَدون في حياتهم وبعد مماتهم بما لا يقصد به إلا الله تبارك وتعالى، فيذهب كثير من جهود المسلمين هباءً مثورًا، واخترعت العبادات التي ما أنزل الله بها من سلطان، وفشت في ديار الإسلام, حتى أصبح المسلمون لا يعرفون السنة من البدعة.
[آثار هذه الانحرافات]
لقد أثرت تلك الانحرافات على بنية الأمّة وبنية الفرد ومسارهما، وغشى الدخن عيون بعض أبناء الإسلام، فأصبح يرى في الإسلام عقبة تحول دون تقدم المسلمين، وما درى أن الذي يحول دون ذلك هو تلك الآصار والأغلال التي كبل المسلمون بها أنفسهم، وتلك العقائد والتصورات التي وفدت إلينا من خارج الأصول الإسلامية.
ولما كانت هذه الانحرافات أمراضا هدَّت جسد الأمّة، وأضعفت قواها،