لآراء الرجال، ثم تغير الحال فاقتصر الطلب على تعلم آراء الرجال، وتعصبوا لهذه الأقوال، وتلك الآراء، من غير دليل ولا برهان، وأصبحت تلك الكتب هي المحور الذي تدور حوله الدراسة.
وقد قتل هذا الإبداع في الفهم والتفكير، وأبعد المسلمين عن النبع الصافي المتدفق، وشغل طلبة العلم بحل الرموز والعبارات الجامدة، وشغلهم في بعض الأحيان بسفاسف الأمور.
٥ - فشو الجهل وقلة العلم:
قل نور العلم، وكثر الجهل في الأمة الإسلامية، وأصبحت الأمّة - التي جاءها دينها بالعلم، وجعله فريضة في بعض الأحيان، وفرض كفاية في أحيان أخرى، ومستحبًا حينا ثالثًا - تعوم في مستنقع الجهل، البلاد التي كانت تغص بالعلماء، أصبحت تسير في مشارقها ومغاربها لا ترى فيها عالمًا، والأمّة التي كانت تصارع الدول الكبرى بما تصنعه من قوة أصبحت لا تستطيع أن تصنع مسمارًا أو إبرة خياطة، وتوقف المسلمون في تنمية العلم في الوقت الذي تلقف الغرب علمنا ونماه، ثمَّ جاءنا يصفع به وجوهنا، ويدوس ظهورنا، وينتهك حرماتنا ومقدساتنا، وتلفتنا فوجدنا أننا قصرنا في حق أنفسنا.
٦ - الانحراف السياسي:
لقد جاء الإسلام ليعبِّد العباد لرب العباد، وقام الإسلام حكمًا فيهم، وألزم المسلمين باختيار حاكم يقيم فيهم كتاب الله، وكان أول من قام بالمهمة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم اختار المسلمون أبا بكر لهذه المهمة، ثم عمر، ثم عثمان، وكان قاعدة