والتمثيليات والمسارح - أغلبها تقوم على الإفساد والظلم، وانظر إلى إسرافهم في الإنفاق، وكيف يحرقون المحاصيل حتى لا يرخص السعر، وانظر كيف يمتصون دماء الشعوب ويتوزعون بينهم مناطق النفوذ.
[١٠ - الوفرة النسبية في الخلق]
الذي تعمق في دراسة الإسلام يعلم أن الأصل هو الوفرة في الخلق الذي يحتاج إليه الناس، ويزداد وجود الشيء كلما كانت حاجة الإنسان إليه ضرورية، ويقل وجوده كلما قلت الحاجة إليه، فالهواء - مثلًا - أكثر الأشياء وجودًا، لأن الإنسان لا يستغني عنه لحظة، وهو يملأ الفضاء، نتنفسه بلا ثمن، ثم يأتي بعده الماء، وهو كثير كثير، وحاجة الإنسان إليه كبيرة، وكلما قلت الحاجة يقل وجود الشيء، فالجواهر واليواقيت واللآليء قليلة، وحاجة الناس إليها قليلة.
هذه هي نظرة الإسلام في هذا الموضوع، أمَّا الاقتصاد الغربي فنظرته قائمة على الندرة النسبية، لا على الوفرة، ومن هنا يقوم الصراع بين البشر للحصول على المواد التي يحتاجها الإنسان، وتقوم الدعوة إلى تحديد النسل، ولو وجهت الجهود الإنسانية لاستنباط خيرات الأرض لتضاعف الإنتاج مئات المرات، فهناك مساحات شاسعة من الأراضي لم تستغل بعد، وهناك خيرات البحار المخبوأة في جوفه.
ومن العجب أن يقوم النظام الاقتصادي الغربي على نظرية الندرة النسبية، ثم نراهم يحرقون مئات الألوف من أطنان القمح أو الأرز .... بسبب وفرة الإنتاج حرصًا على عدم هبوط الأسعار، في الوقت الذي يموت الناس فيه من الجوع في الدول الفقيرة والغنية.