ويساق العباد في نهاية المطاف الأخيار إلى الجنَّة، والأشرار إلى النار، الأخيار في نعيم أبدي سرمدي لا نهاية له، والأشقياء في عذاب أبدي سرمدي لا نهاية له.
والإيمان باليوم الآخر يتضمن ثلاثة أمور:
الأول: الإيمان بالبعث وهو إحياء الموتى حين ينفخ في الصور ويقوم الناس لرب العالمين.
الثاني: الإيمان بالحساب والجزاء، حيث يحاسب الله العباد على ما قدموا.
الثالث: الإيمان بالجنّة والنار، وأن مصير العباد جميعًا إليهما، فالجنة دار الطائعين، والنار دار الكافرين.
[الأدلة على البعث والمعاد]
كثير من الناس يصدق بوجود الخالق المعبود، وقد يتوجه إليه بشيء من العبادة، ولكنه يجادل أشدَّ الجدال في أمر المعاد، وينكر ذلك أشدَّ الإنكار، ومن هؤلاء أهل الجاهلية الذين بعث فيهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وليس لهم من حجّة إلا أن عقولهم لم تطق التصديق برجوع الإنسان حيًّا بعد أن تلاشى في التراب وفني فيه، {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَال مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (٧٩) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (٨٠) أَوَلَيسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ