الإيمان الصادق هو الذي يقوم على المعرفة التامّة بالله تبارك وتعالى، وطريق ذلك الإيمان بما وصف الله به نفسه أو وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم - فمعرفة صفاته والتأمل في معانيها وإثبات الأسماء الدالة عليها - كل ذلك يعمق الإيمان بالله ويؤكده ويثبته، وقد أخبرنا ربنا بأن له الأسماء الحسنى، وأمرنا أن ندعوه بها {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف: ١٨٠].
وحث الرسول - صلى الله عليه وسلم - على إحصائها "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة"(١) والمراد بالإحصاء, حفظها، وفقه معانيها، والعمل بمقتضاها.
[مذاهب الفرق في الأسماء والصفات]
والناظر في عقائد الفرق الإسلامية يجد أن كثيرًا منهم قد انحرفوا في هذا الباب، وقد اتخذ الانحراف مسارين:
الأول: تشبيه صفات الخالق بصفات الخلوق، فقالوا إن لله صفات كصفات البشر، فيده كأيديهم، ووجهه كوجوههم، وسمعه كأسماعهم، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا، وهؤلاء يضاهئون قول الضالين من اليهود والنصارى والأمم المشركة الذين صوروا الإله بشرًا ينام ويتعب ويتزوج ويلعب ... وهذا النهج مرفوض من الفرق الإسلامية، ولم يسلكه إلا عدد قليل من الذين طمست بصائرهم.
الثاني: تجريد الحق عمّا ينبغي له من الصفات، وهو الذي يسميه علماؤنا تعطيل الله عن صفاته، وقد وقع في هذا كثير من المنتسبين إلى الإسلام، وهو منهج قديم