ذلك أن الشرك في العبادة هو جريمة البشر الكبرى التي لم تسلم منها أمّة من الأمم، وقد كانت بعض الأمم يسلمون لله بالربوبية كالأمّة العربية، في الجاهلية، ولكنهم كانوا يجادلون أشد الجدال في استحقاقه العبادة وحده، ويتعجبون من دعوة الرسول لهم إلى عبادة الله دون غيره {أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيءٌ عُجَابٌ}[ص: ٥].
والعبادات التي لا يجوز صرفها لغير الله كثيرة، فدائرة العبادة واسعة رحبة، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله من الأقوال والأفعال، والعبادات أنواع، فمنها عبادة القلب، وعبادة اللسان، وعبادة الجوارح، والعبادات المالية.
فعبادة القلب تكون بقصد الله وحده، وإخلاص النية له، والخوف منه تبارك وتعالى، وخشيته، وحبه، ورجائه، والتوكل عليه، والإنابة إليه، والرضا بحكمه.
وعبادة اللسان بذكر الله، وتسبيحه، وحمده، والثناء عليه، وتمجيده، وقراءة القرآن، وعبادة الجوارح بالصلاة والصيام والحج ونحر الذبائح تقربًا إلى الله، والجهاد في سبيل الله ... والعبادات المالية تكون بالزكاة والصدقات، ولها مدخل في الحج والأضاحي والنذور. والشرك في الألوهية بكون بالتوجه بالعبادات أو بعض منها لغير الله كالاستعانة بغير الله، أو الذبح لغير الله، ودعاء غير الله.
وقد يكون الشرك أصغر كالحلف بغير الله، والعمل لأجل الرياء.