للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَوَصَّينَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَينِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: ١٤].

وجاءَت الأحاديث النبوية موافقة للنصوص القرآنية، فقد سئل الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن أحب الأعمال إلى الله، فجعل الصلاة على وقتها في المرتبة الأولى، وبر الوالدين في المرتبة الثانية، والجهاد في سبيل الله في المرتبة الثالثة (١)، وعد عظائم الذنوب، فجعل عقوق الوالدين أحدها، "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قبنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، ... وقول الزور (٢) "فإذا تعارض حق الوالدين وحق الله، بأن كان الأب مشركًا، يأمر ولده بالكفر، أو كان مسلمًا يأمر ولده بالمعصية، فلا طاعة للوالد، وحق الله أعظم، ودعوتهما إلى الشرك والمعصية لا تمنع برهما بالمصاحبة الحسنة في الدنيا {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: ١٥].

المبحَث الثاني صلة الأرحَام

الأرحام: الأقارب، وهم من بينه وبين الآخر نسب، سواء كان يرثه أم لا، سواء كان ذا محرم أم لا (٣) وقد حذرنا الله من قطيعة الرحم، فقال {اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا


(١) الحديث في صحيح البخاري، انظر فتح الباري: ١٠/ ٤٠٠.
(٢) صحيح البخاري: فتح الباري: ١٠/ ٤٠٥.
(٣) فتح الباري: ١٠/ ٤١٤.

<<  <   >  >>