[الفصل الثالث الثقافة الإسلامية بين الأصالة والانحراف]
[المبحث الأول أهم معالم الثقافة الإسلامية الأصيلة]
كلما انضبطت ثقافة الأمة الإسلامية بالاسلام كلما صعدت في مدارج الرقي, وقد تحقق هذا الكمال في عصر الصحابة والتابعين، ثمَّ دخل في ثقافة الأمة، ليس منها، وعند ذلك خالطها الدخن الذي أخبرنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - به، وقد يشتد هذا الدخن حتى لا تكاد تظهر معه معالم الثقافة الإسلاية الأصيلة، وقد يخف نتيجة جهود الدعاة والمصلحين فتعود الأصالة إلى البروز.
والباحث في هذا الجانب لا بدَّ أن يعود إلى أمرين:
الأول: الإسلام، لأنه هو الذي شكل ثقافة الأمة، ووضع لها القواعد والضوابط.
والثاني: المجتمع الإسلامي، الذي تفاعل مع الإسلام وكوّن تلك الثقافة في واقع مشهود، بحيث أصبحت إطارًا تؤثر في حياة الأفراد وتوجهاتهم.
وسنحاول أن نبرز في هذا المبحث أهم معالم الثقافة الإسلامية الأصيلة:
١ - بناء العقل الإنساني بناء سويّا:
لقد كان العقل الإنساني نتيجة المبادئ الضالة والانحرافات العقائدية -