للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: {وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُو الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفًا} [النساء: ٨].

وقال: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} [الروم: ٣٨].

وفي الحديث "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، أو كالذي يصوم النهار، ويقوم الليل (١) "وفي الحديث الآخر: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا, وقال بأصبعيه السبابة والوسطى (٢) ".

[المبحث الخامس النهي عن السخرية والظن والتجسس والغيبة]

المتكبر في نفسه يصاب بأمراض كثيرة، منا السخرية، وهمز الناس، ولمزهم، وذلك أنه يظن في نفسه الكمال، وواقع الأمر أن فيه نقصا، فتراه يتصيد عيوب الناس، ويدلل على أخطائهم ليدل على كماله ورفعته، والسخرية: الاستهانة بالآخرين وتحقيرهم، والتنبيه على عيوبهم ونفائصهم على وجه يضحك منه، وقد حرم الله علينا السخرية، ونبه الله عباده إلى أن من تسخر منه قد يكون أفضل منك، وعيب بالمرء أن يسخر بمن هو فوقه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيرًا مِنْهُنَّ} [الحجرات: ١١].

ومن السخرية المحرمة لمز الناس ونبزهم بالألقاب {وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: ١١].


(١) صحيح البخاري: فتح الباري: ١٠/ ٤٣٧.
(٢) صحيح البخاري: فتح الباري: ١٠/ ٤٣٦.

<<  <   >  >>