الإيمان باليوم الآخر ركيزة عظيمة وقاعدة من القواعد المهمة، وأصل من الأصول، وما لم يتحقق هذا فإن العبد يتعثر في مسيرته، ولا يستقيم أمره.
وقد حدثنا القرآن كما حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن علامات هذا اليوم الدالة على قرب وقوعه، وأعظمها خروج الدابة والدجال ونزول عيسى ابن مريم وخروج يأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها.
وحدثنا ربنا كما حدثنا نبينا عن حال الإنسان عند الموت وفي القبر وهو الذي سماه القرآن بالبرزخ، ففي الأحاديث وصف دقيق لرحلة الإنسان بعد الموت إلى أن يبعث من قبره.
أما حديث القيامة وأهوالها فحديث طويل، حيث يدمر هذا الكون: أرضه وسماؤه، فتكسف شمسه، ويخسف قمره، وتتناثر نجومه، وتنشق سماؤه، وتدك أرضه، وتزول جباله، وتسجَّر بحاره، ولا يبقى إلا الحي القيوم، ثم يبعث الله الخلائق، ويقوم الناس لرب العالمين، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وهو يوم طويل مهول، يجعل الولدان شيبًا، وترى الناس فيه سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
وفي ختام ذلك اليوم يكون الحساب، وتطاير صحف صحف الأعمال، فأمَّا من أوتي كتابه بيمينه فهو من أهل السعادة، فيفرح ويسر وينادى {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (١٩) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (٢٠) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (٢١) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (٢٢)} [الحاقة: ١٩ - ٢٢].