المكافأة محددة قل الجهد أم كثر فإن هذا يجعل العمال يتقاعسون عن العمل، فيقل الإنتاج.
وإذا أنت نظرت في نظام الإقطاع وجدته يصادم الفطرة الإنسانية، فلم يكن يسمح في ذلك النظام للإنسان بأن ينتقل من مجال عمل إلى مجال آخر، فكل عمل مقصور على فئة معينة، وهذا يخالف الفطرة الإنسانية، فالمرء قد لا يناسبه عمل معين ويناسبه غيره.
[٤ - الاعتدال والتوازن]
مشكلة الأنظمة الاقتصادية أنها ترى جانبًا واحدًا من الحقيقة، وتخفى عليها بقية الجوانب، وتفرد الإسلام -لأنه تنزيل من العليم الخبير- بالرؤية الشاملة لجميع الجوانب، فجاء نظامه الاقتصادي معتدلًا متوازنًا.
يتضح هذا للناظر في النظام الاقتصادي الرأسمالي، الذي وضع التشريعات الكثرة لحماية حرية الملكية الفردية، وحرِّية العمل، ولكنه أهمل إهمالًا كبيرًا رعاية حق المجتمع، فنال الأغنياء والأثرياء في تلك المجتمعات أكثر من حقهم، فنشأت عن ذلك مظالم كثيرة، ووقع الضرر بالآخرين، وإذا أنت نظرت في النظام الشيوعي وجدت واضعيه يهدفون إلى تحقيق مصلحة المجتمع، ولكنهم في سبيل تحقيق ذلك ظلموا الفرد ومنعوه من حقوقه في الملكية والعمل.
وجاء الإسلام ليضع نظامًا صالحًا لإقامة حياة الأفراد وحياة المجتمع الذي يعيشون فيه، لا يظلم فيه الفرد ولا المجتمع، وهذا ما لا نجده في النظم الأرضية البشرية.