محمد حسين رحمه الله مؤلف بعنوان:"موقف الإسلام من الحضارة الغربية" ولأبي الحسن النووي كتاب "الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية".
[المبحث السادس إلى أي مدى غير الإسلام ثقافات الأمم]
قبل أن أنهي حديثي عن صراع الثقافة الإسلامية والثقافة الغربية أحب أنّ أنبه إلى أن الثقافة الإسلامية على الرغم من اتساعها ورحابتها، فإنها لا تصوغ جميع الأمم في بوتقة واحدة وقالب واحد، بحيث تكون نسخًا مكرورة، وأفضل ما يمكن عرضه في هذا هو الثقافة العربية قبل الإسلام، فالإسلام غير كثيرًا من القضايا العقائدية، والفكرية والعلمية للأمة العربية، وإقرار العقائد والفضائل والشعائر الصحيحة التي كانت عند العرب.
والسرّ في ذلك أن الأمم لا يتمخض فكرها وعملها للشرّ، ولكن الخير يختلط بالشرّ، ويأتي الوحي السماوي لتقويم الاعوجاج، ولكنه يقر الخير الذي قد يكون باقيًا عند تلك الأمم.
والإسلام يشكل الهيكلية الأساسية للفرد والمجتمع، ولكنه لا يتدخل في كل الجوانب والقضايا، فالشعوب التي دخلت في الإسلام لم يسلخها الإسلام سلخًا كاملًا عن مألوفها، فالفضائل قد تتعدد، ودائرة المباح واسعة، وبذلك تتمايز الشعوب التي تدخل في الإسلام فيما بينها تمايزًا واضحًا مع اشتراكها في كثير من السمات والخصائص، والإسلام من السعة بحيث يسع الأفراد والشعوب مع اختلاف خصائص الأفراد والشعوب.