مفتوحًا يلج كل فرد فيه بلا حواجز، ويحصل من الخير على قدر جهده ونشاطه.
وهذه المساواة الحقيقية التي يرفضها النظام الشيوعي ونظام الإقطاع، أمَّا المساواة التي يريدها الشيوعيون - وهي إعطاء أفراد المجتمع قدرًا متساويا من الأجر - فهي ظلم وفساد، فما دام الناس متفاوتون في المواهب وما يبذلونه من الجهد - فلا بدَّ أن يتفاوت ما يحصلونه من أجر، وإلا فتكون سوينا بين الكسول والنشيط، والذكي والغبي، والعلم والجاهل، ومع أن الشيوعيين يدعون هذه الدعوى إلا أن واقعهم يناقض هذا، فزعماء روسيا ومفكروها ورؤساء المصانع والممثلون والممثلات ينال الواحد منهم أجرًا يساوي أجر مئات العمَّال بل ألوف العمال.
[٨ - المال وسيلة لا غاية]
إن النظم السائدة اليوم تجعل الرفاه والغنى وتحصيل المال هو الغاية التي يسعى الفرد لنيلها، والمجتمع لبلوغها، ولذلك كانت حضارة اليوم حضارة مادية، سواءً أكانت شيوعية أم رأسمالية، وقد ضرب الرأسماليون في سبيل تحقيق هذا الهدف بمبادئ الدين والأخلاق عرض الحائط، ذلك أن الدين والخلق يوجهان الفرد والمجتمع وجهة أخرى، يكون المال فيها وسيلة لا غاية.
إن الغاية في الإسلام هو الله، {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ مُبِينٌ}[سورة الذاريات: ٥٠].
إياه نعبد، وإليه نسعى ونحفد، نرجو رحمته ونخاف عذابه، له صلاتنا، ونسكنا، نقوم في الحياة وفق شرعه، ماضين لتحقيق أمره، وإذا أردنا أن نبذل حياتنا فنبذلها في سبيله وحده، لا نرضى بذلك بديلًا، ونحن نحتاج في مسيرتنا إلى