لا يزال البشر ينظرون في هذا الكون متسائلين: هل هناك عوالم حيّة عاقلة غير عالم البشر، ومع تقدم العلم، واختراع الوسائل التي تمكن الإنسان من البحث والنظر -زادت الرغبة عند الإنسان في اكتشاف المجهول، فلم يكتف بالبحث في آفاق الأرض، بل انطلق إلى الفضاء، وحط رحاله فوق ظهر القمر، وأرسل مراكبه إلى كواكب بعيدة، يرتاد الفضاء رغبة في أن يعلم ما لم يكن يعلم.
وقد أعلمنا الله عن وجود عالمين من عوالم الغيب، وهما عالمان حيَّان عاقلان، الأول: عالم الملائكة: وقد حدثنا الله طويلًا عنهم في كتابه، حدثنا عنهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - فأصبحنا نعرف شيئًا كثيرًا عن أصلهم وقدراتهم وأعمالهم وصفاتهم، بل إننا نعرف أسماء بعضهم، ونستطيع أن نستخلص من الكتاب والسنة خلاصة وافية عنهم، فهم خلق كريم طيب، خلقهم الله لعبادته وطاعته، وهم يديمون عبادة الله، يسيحون الليل والنهار لا يفترون، ولهم قدرات هائلة في الحركة والعمل، وقد وكل الله إليهم القيام على أمر الكون، فمنهم ملائكة مختصة بالسحاب، وملائكة بالنبات، وآخرون موكلون بالإنسان، لحفظه وحفظ أعماله، ومنهم سفراء الله إلى رسله من البشر وهناك خزنة الجنة وخزنة النار وعددهم كثير لا يحصيه إلا الذي خلقهم، وهم أولى أجنحة مثنى وثلاث ورباع.