الحديث القدسي لفظه ومعناه من الله تبارك وتعالى على الصحيح كقوله - صلى الله عليه وسلم - "قال الله تعالى: يا عبادي، إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا"، والفرق بينه وبين القرآن أنه غير معجز في لفظه، ولا متعبد بتلاوته، وقد يكون متواترًا وقد لا يكون متواترًا، أمّا القرآن فإنه معجز متواتر ولا بدَّ (١).
المبحَث الثاني السنة النبوية
السنة أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأفعاله وتقريراته، فالقولية مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا وتران في ليلة"، رواه الخمسة إلا ابن ماجه، والسنة الفعلية مثل ما روته عائشة أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يرقد فإذا استيقظ تسوك، ثم توضأ، ثم صلى ثماني ركعات يجلس في كل ركعتين ويسلم، ثمَّ يوتر بخمس ركعات، لا يجلس ولا يسلم إلا في الخامسة" رواه أحمد.
ومثال السنة التقريريّة، ما رواه أبو سعيد الخدري وجابر بن عبد الله قالا: "سافرنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فيصوم الصائم، ويفطر المفطر، فلا يعيب بعضهم على بعض" رواه مسلم.
[منزلة السنة من القرآن]
السنة بيان للقرآن قال تعالى {وَأَنْزَلْنَا إِلَيكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيهِمْ}[النحل: ٤٤].
(١) سبق أن بحثنا الإعجاز القرآني في "مبحث الرسل" في باب العقيدة.