الإنساني أن يدرك كيفيته، وما دمنا نؤمن بالله ولا ندري كيف هو، ونؤمن بصفاته ولا ندرك كيفيتها، كذلك القدر نؤمن به ولا نعلم كَيفيته، والذين عقَّدوا الإيمان بالقدر هم الذين خاضوا في كيفية القدر، فجعلوا الإيمان به عويصًا، نحن نؤمن أنه لا يقع في كون الله شيء إلا بقدر الله، وأن أفعال العباد مخلوقة لله تبارك وتعالى، أمّا كيف يكون ذلك كله بقدر الله فنسلم به، ولا نخوض فيه.
وقد ضل في القدر طائفتان، طائفة زعمت أن العبد مجبر على عمله وليس له فيه إرادة ولا قدرة، والثانية الذين قالوا إن العبد مستقل بعمله في الإرادة والقدرة وليس لمشيئة الله وقدرته فيه أثر.
ومن نظر في النصوص علم أن العبد له في عمله إرادة وقدرة ولكنها لا تخرج عن مشيئة الله وقدرته.
[الأصول التي يقوم عليها الإيمان بالقضاء والقدر]
هناك عدة أصول يقررها علماء السلف في هذا الموضوع:
١ - أن علم الله الأزلي محيط بالأشياء قبل حدوثها، فالله -جلَّ وعلا- بكل شيء عليم، وهو يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون، وقد كتب في اللوح المحفوظ كل شيء.
٢ - أن الله خالق كل شيء، ومن جملة ذلك أفعال العباد، فالله خلق الناس وما يعملون، وخلق الله للأشياء يتم وفق ما قدره الله لها، فالله قدر مقادير الخلق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
٣ - لا يقع في ملك الله إلّا ما يشاء، فمشيئة الله محيطة بالخلائق، ومن جملة