للنشاط الاقتصادي مجالان هما: العمل، والملكية، وسنلقي على كل واحد من هذين نظرة سريعة موجزة.
المَبْحث الأول العمل والعمَّال
مفهوم العمل في المذهب الاشتراكي والمذهب الرأسمالي ضيق، فقد جعلوه مقصورًا على الإنتاج الذي تقدمه فئة من المجتمع مجردة من رأس المال، بل هو عندهم أضيق من هذا، لأنهم قصروه على الإنتاج المادي دون الإنتاج الفني، فاسم العمال عندهم يطلق على هذه الفئة في مقابل أصحاب رؤوس الأموال وأصحاب الأعمال وأصحاب المهن الحرّة والموظفين.
أما مفهوم العمل في الإسلام فهو أوسع من ذلك، فكل جهد وعمل مادي أو معنوي أو مؤلف منهما معًا يعد عملًا في نظر الإسلام، فعامل المصنع ومديره، والموظف في الدولة، والتاجر، وصاحب الأرض، والطبيب والمهندس، كل هؤلاء عمال في الدولة الإسلامية.
وعلى ذلك فالمفهوم الإسلامي للعمل يشمل كل نشاط أو فعالية مشروعة في مقابل كسب، سواء أكان أجرة أو ربحًا.