للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثاني مكارم الأخلاق]

[تمهيد: تعريف الخلق لغة واصطلاحا]

يطلق الخلق في اللغة على: "الدين والطبع والسجية" (١)، ويمكننا أن نقول إن العرب تطلقه على تلك الصفات الراسخة في أعماق النفس الإنسانية بحيث تصبح طبعًا وسجية يصعب على المرء مخالفتها وتغييرها.

وقد تنبه كثر من العلماء إلى أن الأخلاق صفات النفس الإنسانية الباطنة، يقول ابن منظور: "وحقيقة الخُلُق أنه لصورة الإنسان الباطنة، وهي نفسه وأوصافها ومعانيها الختصة بها بمنزلة الخُلُق لصورته الظاهرة وأوصافها ومعانيها، ولهما أوصاف حسنة وقبيحة" (٢)، ويقول الراغب في مفرداته: "الخلَقْ والخُلُق يعني بالفتح وبالضم في الأصل بمعنى واحد، كالشرب والشرب, لكن خص الخلق الذي بالفتح بالهيئات والصور المدركة بالبصر، وخص الخلق الذي بالضم بالقوي والسجايا المدركة بالبصيرة" (٣) والأخلاق في الاصطلاح لا تبعد عن المعنى اللغوي، فالعلماء يريدون بها تلك الصفات التي تقوم كالنفس على سبيل الرسوخ، ويستحق الموصوف بها المدح أو الذم، (٤) كما ورد في حديث أشج عبد


(١) لسان العرب، لابن منظور: ١/ ٨٨٩.
(٢) لسان العرب، لابن منظور: ١/ ٨٨٩.
(٣) نقله عنه ابن حجر في فتح الباري: ١٠/ ٤٥٧.
(٤) بصائر ذوي التمييز: ٢/ ٥٦٨.

<<  <   >  >>