وهنا أمر يجب بيانه، وهو أن معنى الصفة معروف في لغة العرب، ويجب أن نعرف معاني صفاته، من الرحمة والسمع والعلم والبصر ... ، وقد حدثنا الله تبارك وتعالى عن سعة علمه وضرب لنا الأمثال، كما حدثنا عن عظيم قدرته، ... ولكننا لا نعلم الكيفية، فالتفويض الذي عليه السلف إنما يكون في كيفية الصفات لا في معاني الصفات، وبعض الذين يفوضون يظنون أن التفويض يكون في معنى الصفات وهذا ليس بصواب.
[الإمام مالك يوضح المنهج السلفي]
سأل رجل الإمام مالكا، فقال له: الرحمن على العرش استوى، كيف استوى؟ فقال الإمام: الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعًا، ثمَّ أمر به فأخرج من المسجد. والإمام مالك رحمه الله يوضح في هذه الواقعة المنهج السلفي، فهو يقرر عدة أمور:
١ - أن معاني صفات الله وأسمائه معلومة، أي معلوم معناها في لغة العرب، والمسلم قادر على فهمها ومطالب به.
٢ - كيفية صفات الله مجهولة لا يدركها العقل الإنساني، ولذلك كان البحث عن ذلك ضلال وبدعة.
٣ - وجوب الإيمان بصفات الله التي أخبرنا الله عنها، أو أخبر عنها الرسول - صلى الله عليه وسلم - لأن عدم الإيمان بها تكذيب لله ورسوله.
٤ - السؤال عن كيفية صفات الله، والبحث عن هذه الكيفية بدعة ضلالة، ليس من منهج السلف الصالح.