وأهل الضلال وقادته يسيرون على هدي إبليس في إضلالهم العباد، فهم يصورون الحقَّ في صورة الباطل، والباطل في صورة الحق، وهم في ذلك يفلسفون الباطل، ويحاولون أن يدللوا عليه بما يوهم الذين لا علم عندهها بأن قولهم حقائق لا تقبل الجدل، ومن جملة ذلك ما يفعله أدعياء التقدم حين يطلبون من المرأة التمرد على دين ربها، والخروج على تعالميه، باسم التحرر والتمدن ... ، فمن ذلك أنهم يقولون للمرأة ما هذه الملابس التي تكبل حريتك، وتخفي جمالك ومحاسنك، وتحرمك من التمتع بالحياة؟ ويقولون لها: لماذا أنت في المجتمع عضو أشل، لا تساعدين في رفاهية المجتمع ولا تقومين بأعمال الرجال؟ ! أنت لست بأقل من الرجل شأنًا، والرجل ليس أذكى منك.
ويقولون لم لا تخالطين الرجال، ألست واثقة من نفسك؟ !
[مأساة المرأة في العالم الغربي]
إن هؤلاء يريدون المرأة المسلمة أن تسير كما سارت المرأة الغربية، والذي يتابع أخبار تلك المجتمعات يعلم أن سعادة المرأة البيتية في عالم الغرب قد انهارت، وأضاعت المرأة هناك أمومتها الحانية، وفقدت إرادتها وشخصيتها، فغدت حامل الطفل اللقيط تبحث في شرق البلاد وغربها عن مستشفيات الوضع، ففي تقرير إحصائي أصدرته منظمة الصحة العالمية (١) في عام ١٩٦٢ ذكرت منظمة الصحة أنه يجري في كل عام (١٥) مليون حادثة إجهاض أو قتل جنين، وهذا الرقم يمثل فقط العمليات السرّية غير المشروعة قانونًا، أما الدول التي تسمح بهذا العمل كالدول (الإسكندنافية)، ومعظم دول أوروبا التي تبيح الإجهاض فهي غير داخلة في الإحصاء.
(١) راجع مجلة الأمان البيروتية، في عددها الثامن ٢٣/ ٣ / ٧٩.