والإيمان بهم يقتضي الإيمان بوجودهم، والإيمان بمن أعلمنا اسمه منهم، والإيمان بما علمنا الله من صفاتهم كصفة جبريل، والإيمان بما أعلمنا الله من أعمالهم.
الثاني عالم الجن: وهم عالم مفكر حي عاقل، خلقهم الله للمهمة التي خلق الإنسان من أجلها، وهي عبادة الله وحده {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: ٥٦].
وقد جاءَتهم الرسل، فمنهم المؤمن ومنهم الكافر، {وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ}[الجن: ١٤].
خلقهم الله من نار {وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ مِنْ نَارِ السَّمُومِ}[الحجر: ٢٧].
وقد كان في أول أمره صالحا يعبد الله مع ملائكة السماء، ثم أمره الله كما أمر الملائكة بالسجود لآدم حين نفخ فيه الروح، فأبى، فطرده الله من رحمته وجنته، وغضب عليه ولعنه، فحقد على آدم وذريته، وأخذ على نفسه العهد أن يضل بني آدم، وقد زين لآدم وزوجه الأكل من الشجرة التي حرم الله عليه أن يأكل منها في الجنة، فأهبطه الله إلى الأرض، ولا تزال المعركة قائمة بيننا وبين الشيطان، وكل الفساد الذي وقع في الأرض من الشيطان، وقد أرسل الله الرسل وأنزل الكتاب آمرا بطاعته، واتباع شرعه، ومحذرًا من إتباع الشيطان {يَابَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ}[الأعراف: ٢٧].