لقد ذكر الله في هذه الآيات شبهة منكري البعث ورده عليهم، والرد عليهم يمكن أن يوجز في أربعة أمور:
الأول: أن الذي يحيي النفوس بعد موتها إنما هو الله، وهو قادر على كل شيء، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء. إذا أراد أن يخلق شيئًا قال له كن فيكون كما شاء.
الثاني: أن الذي سيعيد الإنسان حيًّا بعد موته هو الذي أحياه في هذه الدنيا، فلماذا يستبعد الإنسان العودة بعد الموت! ! إن حياتنا في الدنيا دليل على حياتنا الأخرى.
الثالث: أن الله قادر على تحويل الأشياء من حال إلى حال، فالحياة تتحول إلى خمود وموت، والميت يقوم حيًّا بإذن ربّه، والشجر الأخضر الذي لا تشتعل فيه النار يتحول إلى شجر يابس يصلح لاشتعال النار فيه، والأرض الميتة الخامدة ينزل عليها الماء فإذا هي تهتز وتنبت {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى}[فصلت: ٣٩].
الرابع: أن القادر على خلق الأعظم قادر على خلق الأدنى {لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ}[غافر: ٥٧].