هذا جانب، وجانب آخر أن الفلاسفة وعلماء الكلام نصبوا العقل حاكمًا على الشرع، وردوا كثيرًا مما جاء به الشرع إلى أحكام العقل، فرفعوا العقل، عن منزلته، وأنزل الشرع عن مكانته، وخاض العقل في مجالات ما كان ينبغي له أن يخوض فيها.
٢ - الاختلاف العقائدي وفرقة الأمّة:
ونتج عن الأمور السابقة: تعدد مصدر التلقي، ومخالطة الفلسفة وعلم الكلام للعقيدة الإسلامية وتحكيم العقل في الشرع - اختلافُ الأمّة وافتراقها، فانقسمت إلى سنَّة وشيعة وخوارج ومرجئة ومعتزلة ... وغير ذلك.
ونتج عن هذا الاختلاف عداء وبغضاء، وحروب أدت إلى سفك الدماء، واختلاف في المناهج والسبل، مما أضعف المسلمين، وجعل بأسهم بينهم.
٣ - الانحراف في المفاهيم الإسلامية:
أصاب المفاهيم الإسلامية انحرافات أدت إلى انحراف مسار الفرد والأمة، فالتوكل أصبح تواكلًا، والإيمان بالقدر أصبح عجزًا وقعودا عن العمل، والزهد أصبح خمولًا وقعودا عن الجهاد، والعبادة رهبنة وانقطاعًا عن الحياة، وذكر الله أصبح همهمات وتمايلًا ورقصا وفقدانًا للعقل في حلقات الذكر.
٤ - التعصب المذهبي والجمود الفكري:
كان الكتاب والسنة محور الدراسة والعلم, ومنطلق العمل، وقاعدة الفهم، يدلك على ذلك الأمرُ بتدبرهما وتعلمهما وتعليمهما، وكان التعصب للحق لا