القوة والضعف في عمل الفرد الواحد، المتغير الحالات، بينما تستقيم خصائص هذا القرآن التعبيرية على نسق واحد، ومستوى واحد، ثابت لا يتخلف، يدلُّ على مصدره الذي لا تختلف عليه الأحوال.
٢ - وهو معجز في بنائه، وتناسق أجزائه وتكاملها، فلا فلتة فيه ولا مصادفة، كل توجيهاته تلتقي وتتناسق وتتكامل، وتحيط بالحياة البشرية، وتستوعبها، وتلبيها وتدفعها، دون أن تتعارض جزئية واحدة من ذلك المنهج الشامل الضخم مع جزئية أخرى، ودون أن تصطدم واحدة منها بالفطرة الإنسانية، إذ تقصر عن تلبيتا ... وكلها مشدودة إلى محور واحد، في اتساق لا يمكن أن تفطن إليه خبرة الإنسان المحدودة، ولا بدّ أن يكون هناك علم شامل غير مقيد بقيود الزمان والمكان هو الذي أحاط به هذه الإحاطة، ونظمه هذا التنظيم.
٣ - وهو معجز في يسر مداخله إلى القلوب والنفوس، ولمس مفاتيحها، وفتح مغاليقها، واستجاشة مواضع التأثر والاستجابة فيها، وعلاجه لعقدها ومشكلاتها في بساطة ويسر عجيبين، وفي تربيتها وتصريفها وفق منهجه بأيسر اللمسات، دون تعقيد ولا التواء ولا مغالطة (١).
وهو معجز في إخباره عن المغيبات التي وراء عالم الشهادة كعالم الملائكة والجن واليوم الآخر، والمغيبات الماضية والآتية، وما يكشف الإنسان عنه من تاريخ الإنسان، وما تأتي به الأحداث - يصدق ما جاء به النبي الأميّ الذي لم يخط بالقلم ولم يقرأ من كتاب.