يفعل ما عزم على فعله عندما يأتي وقت الفعل، كمن عزم على الصدقة، ويكون أيضًا في الفعل، ويتحقق الصدق بالفعل بأن يجاهد نفسه حتى يكون عمله الظاهر صورة لنفسه الباطنة، فلا يرائي الناس بعلمه.
والصادق محبوب إلى عباد الله، مؤتمن على الأموال، مقبول الشهادة، موثق الأقوال، بعكس الكاذب، فإن الناس لا يصدقون قوله، ولا يقبلون شهادته، ولا يأتمنونه على أموالهم.
٢ - التواضع:
إذا نظر الإنسان إلى أصله الذي خلق منه، وإلى الكون الذي نشأ فيه، وإذا عرف الإله العظيم الكبير الذي أنشأه وأنشأ الكون من حوله - فإنه لا بدَّ وأن يتواضع لعظمة الله وكبريائه، وسيتبدى هذا التواضع في كلمته التي ينطق بها، وفي حركته التي يدب بها فوق ظهر الأرض، استمع إلى الحق يصف حركة عباد الرحمن في مشيتهم {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا}[الفرقان: ٦٣].
ولا يأتي الكبر إلّا من جهل الإنسان بنفسه، وبالله الذي خلاقه، فالذي يتكبر به الإنسان عرض زائل وعارية مسترجعة: المال يذهب، والسلطان يزول، والجمال يذوي، والحياة لا تدوم، والله وحده الحى القيوم الذي لا يحول ولا يزول {كُلُّ مَنْ عَلَيهَا فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (٢٧)} [الرحمن: ٢٦ - ٢٧].
والمستكبر يضع نفسه في مكانة لا يستحقها، فهو ينازع الله في صفة من صفاته، والله لا يرضى من عباده شيئًا من ذلك، ففي الحديث القدسي: "يقول