البخاري ومسلم، فيدخل في الخمر صلى شراب أسكر سواء صنع من التمر أو العنب أو القمح أو غير ذلك، ويدخل فيه الحشيش والأفيون: الحبوب التي تؤدي إلى الهلوسة.
وقليل ما أسكر كثيره حرام، وقد صحت الأحاديث بذلك.
وقد كانت الخمر شائعة عند أهل الجاهلية، يشربونها ويفخرون بشربها، وتقديما للضيوف قال حسان بن ثابت:
ونشربها فتتركنا ملوكا ... وأسدًا لا ينهنهنا اللقاء
ولكن بعض عقلائهم كان يعرف مضرتها وما تسببه من آفات كما قال الشاعر:
شربت الخمر حتى ضل عقلي ... كذاك الخمر تفعل بالعقول
فلما جاء الإسلام تدرج بهم، حتى حرمها تحريمًا كليًّا في نهاية المطاف، وآخر ما نزل في شأن الخمر قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (٩٠) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَينَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (٩١)} [سورة المائدة: ٩٠، ٩١].
وكما حرم الإسلام شربها حرم تصنيعها والاتجار بها ونقلها وكل ما يتعلق بها. وقد ظهر للناس اليوم شيء كثير من آفات الخمر، وصدقت أبحاث الخبراء أقوال المجربين من قبل الذين قالوا: الخمر أم الخبائث، ذلك أن من ضربها وفقد عقله لا يبعد عليه أن يقع في آية جريمة من الجرائم، فقد يضرب ولده ويقتله ويواقع أُمَّه، ويفعل ما يندى له الجبين، ولو أُخِذ للسكير فلم تلفزيوني حال سكره لذاب حياء من نفسه إذا كانت فيه بقية حياء عند عرض الفلم على من أخذ له.