بالرسالة نفسها، وبهذا الخلط المستمر بين إسرائيل الواردة في التوراة ودولة إسرائيل، فإن الأخيرة تمكنت من أن تواصل بدون رادع القيام بدور الوكيل للاستعمار الغربي الجماعي" (١).
٢ - إفساد التعليم:
حرص الصليبيون عندما احتلوا ديارنا على إفساد التعليم الديني وتكريه المسلمين بالإسلام بطرق مختلفة، لقد نصبوا رجالاتهم والذيت تربوا على أعينهم مستشارين للمؤسسات التعليمية، فقد كان القسيس النصراني دنلوب مستشار وزارة المعارف في مصر أيام الانتداب البريطاني، وقد قلصوا حصص الدين من المدارس النظامية، وأهملوا العناية بالمدارس الدينية, وأرسلوا الطلبة النابهين إلى المدارس والجامعات الغربية وربوهم على أعينهم، ثم سلموا هؤلاء مهمة قيادة التعليم في ديارنا وجعلوا المميزات الأدبية والمالية من نصيبهم، وفتحوا المدارس والجامعات التبشيرية في ديارنا، وفد فعلت هذه المدارس والجامعات بنا ما لم تفعله حراب المستعمرين ومدافعهم، ولا تزال الجامعة الأمريكية ببيروت تخرج أجيالًا ينتشرون في كل مراكز التوجيه انتشار المرض العضال في أجزاء الجسد.
ولا يزال الصليبيون يعنون بإرسال رجالهم إلينا خبراء ومفكرين ومدرسين، كما يحرصون على عقد المؤتمرات لمفكرينا ورجالات الحكم والشباب من أبنائنا ليستمر تأثير الثقافة الغربية فينا عبر مراكز التوجيه، وعبر الأجيال الناشئة، ومن أشهر المؤتمرات التي عقدت في هذا المجال، مؤتمر الثقافة الإسلامية، في عام ١٩٥٣، عقدته جامعة برنستون، ومكتبة الكونغرس بواشنطن، وقد حضره جمع من المفكرين من أبناء المسلمين.
(١) مجلة المجتمع الكويتية: العدد الصادر في: ٢٨/ ٧ / ٨٣.