قال الله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "[الحجرات /٦] وفي القراءة الأخرى " فتثبتوا ".
فإذا أردت سعة الصدر، وطيب القلب والخاطر فلا تسمع أحداً عن أحدٍ، ولا تلتفت إلى حديثهم، أما علمت أن كثيراً منهم لا يعقلون ولا يتثبتون.
وصفهم بعض السلف فقال: هؤلاء إذا رأوا خيراً كتموه، وإن رأوا شراً أذاعوه، وإن لم يعلموا كذبوا.
فهم في جميع الأحوال أعداءٌ، أرباب الفتنة، مثيرو الشغب، فالنمام رجل مريض قد امتلأ عقله بالتخيلات، وقلبه بالظنون السيئة، فالناس معه بالهمز واللمز والطعن، الناس دائماً من وجهة نظره لا يتكلمون إلا في العيب والتلصص، شُغل بالناس عن خويصة نفسه وشئونه، ولو علم أن لو كانت مناقب الناس ملء الأرض لن تنفعه، ولو كانت للناس مساوئ ملء الأرض لن يضيره شيء، كان في نفسه شُغل، وأي شغل؟!
إخوتاه
يقول الإمام الشافعي:"نزهوا أسماعكم عن استماع الخنا، كما تنزهون ألسنتكم عن النطق به، فإن المستمع شريك القائل، وإن السفيه ينظر إلى أخبث شيء في وعائه فيعرض على أن يفرغه في أوعيتكم، ولو ردَّت كلمة السفيه لسعد رادُّها كما شقي بها قائلها ".