لا بد من نية صالحة - كما تعاهدنا - ننوي أن نحقق هذا المعنى العظيم معنى الأمة في حياتنا، نريد توثيق عروة الأخوة، نريد إحياء روح الأخوة، نريد أن نكون بالفعل متحابين حتى تقوم للإسلام أمة، وعلى الدرب خطوات، فأول ذلك:
أولاً: حسن الظن وقبول الظاهر.
الظن ـ إخوتاه ـ من أكبر العقبات التي تحول بين ترابط المسلمين فيما بينهم فإياك وإياه.
يقول الله جل وعلا:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ "[الحجرات /١٢] قال علماؤنا: إن الغيبة من الكبائر، وهي من أعظم المحرمات عند الله، وغيبة المسلم تنشأ عن التجسس عادة، وسبب التجسس الظن فهي مراتب بعضها فوق بعض.
مثلاً: بعض الناس يمضي في طريقه فإذا به يرى من يختبئ وراء الجدار، فتستشرف نفسه الدخول فيما لا يعنيه، فيعود ويتلصص لينظر ماذا يصنع هذا الرجل فربما يرى ما يسوء، أو ما قد يعجز عن تفسيره فيقع في الغيبة.
هكذا سد الباب من البداية فمن حسن إسلام المراء تركه ما لا يعنيه، وإن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم، لذلك كان الأصل في الإسلام أن تحسنَ الظن بأخيك، وتُسيء الظن بنفسك، وهذا عكس ما هو حاصل في هذه الأيام، فتجد من