للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن أجود وأروع ما قيل في هذه المسألة قول الإمام على - رضي الله عنه -: العلم نقطة كثَّرها الجاهلون.

وقال أيضاً: لو سكت من لا يعلم لسقط الخلاف.

فحين يتدخل الجهال ويتكلمون يحدث الخلاف، والأصل أنَّ العلم نقطة، كتاب الله وسنة رسول الله الصحيحة وفهم السلف، هذه هي أصول العلم، وما عدا ذلك فضلال وجهل وتفرق واختلاف.

قال تعالى: " فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم " [البقرة/١٣٧]

(٤) النظرة الجزئية للإسلام.

تجد الإنسان عنده مسائل في العقيدة، أو في الفقه أو في مصطلح الحديث فيقف عند هذا لا يتجاوزه ويظن أنَّ هذا هو الدين، والإسلام أوسع وأرحب من ذلك.

القضية ـ إخوتاه ـ ليست في قراءة أو تحصيل كتاب كذا وكذا، القضية أن تفهم الإسلام فهماً عميقاً مجملاً، لا بد أن تحيط بالإسلام بعقائده وعباداته جملة.

لذلك كان السلف عندما يتكلمون في مسألة لا ينظرون إليها من خلال هذا المجهر الجزئي الهامشي، وإنما يتكلمون بنظرة شاملة، يقول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِين" [البقرة / ٢٠٨]، والسلم هنا الإسلام.

فالإسلام هرم ضخم لا بد أن تأخذه من جوانبه الأربعة، ولن تحيط به هكذا حتى تنطلق من القمة حيث كان النبي وأصحابه ومن تابعهم بإحسان، من حيث كان سلفنا الصالح.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: فإذا ترك الناس بعض ما أنزل الله جهلاً أو هوى وقعت بينهم العداوة والبغضاء.

<<  <   >  >>