فأصحاب هذه النفوس الدودية لا يقعون على شئ حتى يتسخ، أصحاب نفوس ذبابية لا تقع إلا على القاذورات، يبصر أحدهم القذاة في عين أخيه، ولا يبصر الجذع في عين نفسه.
إخوتاه
سدوا مسامعكم عن قالة السوء؛ فإن السامع شريك القائل، اهجروا هؤلاء وانصحوهم في الله أن يكفوا عن نقل الأخبار السيئة، فلا نريد الولوغ في أعراض المسلمين، ولا تسمعوا لمن يقول: هذا من أجل خدمة الدين، هذا لبيان المجروح ممن يتصف بالعدالة، لا .. لا .. لا تسمع .. قل له: أخي عرضه عرضي، لا أقبل أن أسمع عنه ما يشينه وانتهت المسألة.
[وقفة لتجديد النية]
لماذا تقرأ هذا الكتاب، هل سألت نفسك هذا السؤال على مدى هذه اللحظات التي قلبت فيها صفحات الكتاب؟
هل تذكر العهد الذي أخذته عليك، واتفقت أن تصحبني هذه اللحظات لنقيم معا صرح الأخوة، لتخرج بعدها تصحح علاقاتك الأخوية الإيمانية، لتعرف كيف تتعامل مع إخوانك؟
إخوتاه
لا أريد أن أذكركم أنكم ـ معشر الملتزمين ـ تحملون العبء الثقيل في إعادة الاتزان للأمة، فأنتم رمانة الميزان، أنتم الصفوة التي اختارها الله لإقامة دينه في أرضه،