للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخوتاه

يقول الإمام السبكي: " من ثبتت إمامته وعدالته وكثر مادحوه ومزكوه وندر جارحوه وكانت هناك قرينة دالة على سبب جرحه من تعصب مذهبي أو غيره فإنَّا لا نلتفت إلى الجرح فيه، ونعمل فيه بالعدالة ". (١)

فهذا هو الأصل ليس صنف من الناس إلا وفيه عيب، فمن ذا خلص من الآفات، ومن ذا صفا من الكدورات، فاللهم اجبر نقصنا، واغفر زللنا إليك يا رب المشتكى.

[القاعدة الثانية: التحري والتصور لجميع حال ذلك الإنسان.]

يقول ابن حجر رحمه الله تعالى: " إن الذي يتصدى لضبط الأفعال والأقوال والرجال يلزمه التحري في النقل فلا يجزم إلا بما يتحققه لا يكتفي بالقول الشائع " أهـ

مثلاً: تجد من الإخوة من يحضر درساً فينقل عن الشيخ كلاماً ربما لم يقله، أو فهمه بطريق الخطأ، في مثل هذه الأحوال ينبغي أن تتحرى فتسأل الشيخ أو الثقات الأثبات حتى لا تنتشر المقولات الكاذبة عن الدعاة والعلماء.

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بئس مطية الرجل زعموا " (٢) فهذه من علامات السند المنقطع؛ لذلك لابدَّ من اتصال السند، والتحقق والتحري بنفسك، خاصةً إذا ترتب على ذلك مفسدة كالطعن في أحد من أهل العلم والصلاح، وإن كان في الواقعة أمرٌ فادح كموقف أو قول أو فعل في حق المستور فينبغي ألا يبالغ في إفشائه، بل يكتفي


(١) قاعدة في الجرح والتعديل تحقيق أبو غدة.
(٢) ٢ أخرجه أبو داود (٤٩٧٢) ك الأدب، باب في قول الرجل زعموا، والإمام أحمد (٤/ ١١٩)، (٥/ ٤٠١)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٦٢) باب ما يقول الرجل إذا = زكى، والطحاوي في مشكل الآثار (١/ ٦٨)، وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة (٨٦٦) وصحيح الأدب المفرد (٥٨٦).

<<  <   >  >>