للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنصيحة في الله هي الأصل في هذه المسألة - كما سبق - فلا عليك خاصة إذا سيقت النصيحة في إطار من العاطفة النبيلة، والروح الأخوية والود والعطف والحب والأدب.

انظر إلى صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -: " لا يصلين أحدٌ العصر إلى في بنى قريظة " (١)، فبعضهم كانت وجهة نظره الوقوف عند ظاهر اللفظ فلم يصلوا العصر إلا في ديار بنى قريظة، فصلوا العصر بعد خروج وقته، وبعضهم تأول هذا على أن النبي يحثهم على الإسراع فصلوا العصر في الطريق، فما وبخ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هؤلاء ولا هؤلاء.

في صحيح الإمام البخاري يخبرنا صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنهم كانوا يسافرون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنهم الصائم ومنهم المفطر فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم (٢)

فمن الأصول والثوابت التي ينبغي أن ننطلق منها لتكون لنا الريادة ويصبح القرن القادم هو قرن الإسلام، أنَّ ما اختلف فيه السلف قَبْلنا وسعنا فيه الخلاف، وما لم يختلفوا فيه لا يسعنا فيه الخلاف.

(٣) الجهل والجُهَّال.

يقول الإمام الثقة سحنون (من أئمة المذهب المالكي ولد سنة ١٦٠ هـ): يكون عند الرجل باب واحد من العلم فيظن أنَّ الحق كله فيه.


(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (٤١١٩) ك المغازي، باب مرجع النبي- صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب - واللفظ له -، ومسلم (١٧٧٠) ك الجهاد والسير، باب المبادرة بالغزو وتقديم الأمرين المتعارضين، لكن بلفظ " الظهر " بدل " العصر".
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري (١٩٤٧) ك الصوم، باب لم يعب أصحاب النبي بعضهم بعضاً في الصوم، ومسلم (١١١٨) ك الصيام، باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر.

<<  <   >  >>