للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحق التاسع: الابتعاد عن الأذى كالحسد والتبغض والظلم والتحقير.]

عن أبي موسى الأشعرى رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله، أي الإسلام أفضل؟ قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده" (١).

فكفك الأذى عن الناس من أفضل القربات، لأنه دليل على مجاهدة النفس، فالنفس أمارة بالسوء، فمن ملك نفسه في الغضب لم يبطش ولم يتلفظ بما لا يصح، فيسلم الناس منه في كل حال.

ومن كانت الآخرة همَّه لا يتسلل إلى نفسه الحسد والحقد والضغائن، فهذه الأمور تحلق دينه، وهي دليل على ضعف إيمانه، لأنه لا يتصور مؤمن يبطن هذه الأحقاد بداخله لإخوانه، فمجرد الرغبة في زوال النعمة عن أخيك دليل على فساد قلبك، وهذه من كبائر الذنوب، ومن البليات المهلكات، فالحذر الحذر من الوقوع في شيء من ذلك! فمن ورائه البلاء المبين، والتنافس لا يكون إلا في أمور الآخرة، قال تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} [المطففين: ٢٦].

وقد نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أن نزلَّ في ذلك فقال: "إياكم والظن! فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانا" (٢).

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا تباغضوا ولا


(١) متفق عليه أخرجه البخاري (١١) ك الإيمان، باب أي الإسلام أفضل؟، ومسلم (٤٢) ك الإيمان، باب بيان تفاضل الإسلام وأي أموره أفضل.
(٢) متفق عليه، أخرجه البخاري (٦٠٦٤) ك الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر -واللفظ له-، ومسلم (٢٥٦٣) ك البر والصلة والآداب، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها.

<<  <   >  >>