ربه، وتبشره بتكفير الخطايا، وإن رأيته في مرض الموت فذكره بالوصية ولقنه لا إله إلا الله.
[الحق الثالث: اتباع الجنائز.]
من حق المسلم على المسلم أن يتبع جنازته، وقد رغبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك، وبين لنا عظم فضل اتباع الجنائز.
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"من اتبع جنازة مسلم إيمانا واحتسابا وكان معه حتى يصلى عليها ويفرغ من دفنها فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط"(١).
ولما أخبر ابن عمر بهذا قال: لقد فرطنا في قراريط كثيرة.
والعجب العجاب أن بعضنا يعرف كل هذه السبل لنزول رحمة الله به، ثم لا يريد أن يعمل شيئًا، ثم تراه يشتكي يقول: أين السبيل؟ كيف المنهج؟! أريد العلاج.
العلاج أنت تعرفه، تقرب إلى الله بما تستطيع أن تتقرب به، وكن في زيادة من أعمال الخير والبر، أرأيت صنيع الصديق -كما تقدم قريبًا- وهذه الأعمال العظيمة الكثيرة التى قام بها في وقت يسير، فما بالك تسمع عن هذه الخيرات ولا تكلف نفسك أن تتعب قليلًا لله، حقًّا يا حسرةً على العباد!
[أما آداب اتباع الجنائز]
فأولًا: لا تتبع الجنائز بصياح أو نواح أو نار.
في جامع الترمذي عن أبي موسى الأشعرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما من ميت يموت فيقوم باكيه فيقول: واجبلاه! واسيداه! أو نحو ذلك إلا وكل به ملكان
(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (٤٧) ك الإيمان، باب اتباع الجنائز من الإيمان، ومسلم (٩٤٥) ك الجنائز، باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها.