للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[أدب الخلاف]

إخوتاه

والله إني أحبكم في الله، وودت أن جسمي مزق بالمقاريض ولا يختلف المسلمون، بل يجتمعون على كلمة " لا إله إلا الله "، فلا ينبغي لمسلم يريد وجه الله أن يحب وجود الخلاف، وأن يُسرَّ باختلاف المسلمين.

إن وجود الإيمان العميق والفهم السليم الراقي هو الضمان الحقيقي لشرعية علاقاتنا، هو الملاذ لتصفية خلافاتنا ونزع أغلال قلوبنا.

إخوتاه

قد يكون نصيبنا من العلم والمعرفة ليس بالقليل، لكن المشكلة التي نعاني منها اليوم افتقاد المرشد والموجه الصحيح والمؤشر الضروري الذي يمنحنا السلامة ويكسبنا الصواب.

القضية أننا قد نلم بشيءٍ من العلم والمعرفة، لكننا افتقدنا خُلقه، امتلكنا الوسيلة وضيعنا الهدف والغاية.

قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه -: تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة.

إخوتاه

دعونا نتصارح فإنَّ الشيطان ينزغ بيننا، فما أكثر تشاغلنا بالمباح والمندوب عن الأمر الواجب، لقد صرنا حُذَّاقاً في الخلاف، ولكن بعيدين كل البعد عن الالتزام بأخلاقياته، فكانت النتيجة المرة أن سقطنا فريسة التآكل الداخلي والتنازع الذي أورثنا

<<  <   >  >>