للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سابعًا: عدم اللغو وإيثار الصمت.

قال ابن قدامة الحنبلى في المغنى: يستحب لمتبع الجنازة أن يكون متخشعًا، متفكرًا في مآله، متعظًا بالموت، وبما يصير إليه الميت، ولا يتحدث بأحاديث الدنيا، ولا يضحك.

رأى بعض السلف رجلًا يضحك في جنازة فقال: أتضحك وأنت تتبع الجنازة؟!! لا كلمتك أبدًا.

[الحق الرابع: إجابة الدعوة.]

أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بإجابة دعوة الداعي، وقد ذهب أهل العلم إلى أن هذه الدعوة تختص بوليمة العرس، وجمهور أهل العلم على القول بوجوبها، بل نقل بعضهم اتفاق أهل العلم على ذلك، وذهب آخرون إلى القول باستحبابها، أما سائر الدعوات غير دعوة العرس فرأى الجمهور على استحبابها، ويرى الظاهرية -ووافقهم الشوكانى والمباركفورى وغيرهما- أن الأحاديث على ظاهرها فتشمل كل دعوة، ولا تختص بوليمة العرس، ومن ثم أوجبوا إجابة كل دعوة.

وفي البخاري عن أبي موسى الأشعرى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "فكوا العاني وأجيبوا الداعي" (١).

وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا دعي أحدكم إلى الوليمة فليأتها" (٢).

وفي جامع الترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ائتوا الدعوة إذا


(١) أخرجه البخاري (٧١٧٣) ك الأحكام، باب إجابة الحاكم الدعوة.
(٢) متفق عليه. أخرجه البخاري (٥١٧٣) ك النكاح، باب حق إجابة الوليمة، ومسلم (١٤٢٩) ك النكاح، باب الأمر بإجابة الداعى إلى الدعوة.

<<  <   >  >>