ويقول بعض السلف ـ كما في الآداب الشرعية لابن مفلح ـ " لم أر كالمعروف أما مذاقه فحلو، وأما وجهه فجميل ".
والمعروف هو الإحسان إلى الناس، وهو باب واسع يشمل كل الأمور المعنوية والحسية التي ندب إليها الإسلام لتقوية الروابط الأخوية، وتنمية العلاقات البشرية بين الناس.
وكل ما من شأنه تحقيق أوامر الإسلام والبعد عن نواهيه فهو من المعروف، ولذلك جاءت الأحاديث تترى للحث والترغيب على فعله وإيجاده .....
يقول - صلى الله عليه وسلم -: " أحبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرورٌ يدخله على المسلم، أو يكشف عنه كربة أو يقضى عنه دينا، أو يطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجة أحب إلى من أن أعتكف في هذا المسجد (مسجد المدينة) شهراً، ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته، ومن كظم غيظه، ولو شاء أن يمضيه أمضه، ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام، [وإن سوء الخلق يفسد العمل، كما يفسد الخل العسل] "(١)
(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٣/ ٢٠٩)، (١٢/ ٤٥٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (١١/ ٤٤٤/١)، (١٨/ ١/٢)،وابن أبى الدنيا في قضاء الحوائج (ص٨٠ رقم ٣٦)، وأبو إسحاق المزكي في الفوائد المنتخبة (١/ ١٤٧/٢). وقال الهيثمي في المجمع (٨/ ١٩١): رواه الطبراني في الثلاثة وفيه مسكين بن سراج وهو ضعيف. لكن صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في الصحيحة (٩٠٦) لحسن إسناده عند ابن أبى الدنيا وابن عساكر في أحد طريقيه وأبى إسحاق المزكي .....