للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إخوتاه ..

لنقف هنا وقفات طويلة، فإنَّ هذا الحديث الجامع الجميل يبلور لنا فضل ما نحن بصدده حتى تروا الله من أنفسكم نيات مخلصة وأعمالاً صالحة.

أولاً: يوصيك النَّبي - صلى الله عليه وسلم - بأنْ تكون حريصا على منفعة الناس كل الناس؛ فإن ذلك يستوجب محبة الله لك.

ثانياً: عليك أن تسعى في إدخال الفرح والبهجة والسرور في قلوب المسلمين، فلا بأس من الزيارة أو الهدية أو إكرام أولاده أو ترسل زوجتك لمساعدة زوجته المريضة، ترسل إليه من خير طعامك، وهكذا ولن تعدم الوسيلة.

ثالثا: كشف كرب المسلمين، فمن نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، فالجزاء من جنس العمل، فاللهم اكشف كربات المسلمين يا رب.

رابعاً: قضاء دينه، ترى أخاك مهموما حزينا مالك؟ ماذا في الأمر؟ فتره اهتم لتراكم الديون عليه فتذهب وتسدد عنه وتقضى دينه وقل له: تهون أموال الدنيا ولا أراك هكذا، هكذا كان يصنع السلف فمن منا يصنع هذا؟ صار الناس عبيداً للمال. لا يترددون في إنفاقه في الملذات والشهوات أما فعل الخير فهيهات.

خامسًا: تطرد جوعه. عار على المسلمين أن يبيت واحد فيهم جائعا، ونحن صرنا لا نعدم فقيرا فلماذا البخل والشح؟ اكسر له كسرة خبز لتطعمه، اذهب به إلى مطعم من المطاعم ليأكل، وادفع عنه الجوع، فلماذا لا تصنعون؟ فليس ههنا مظنة للتسول.

<<  <   >  >>