... إذا حدث بينك وبين أخيك ما تكره، تريد أن تعالج هذا الخطأ؛ فماذا تصنع؟ وقد تقدم معنا الحديث عن " الإغضاء وعدم الاستقصاء "، فما من بشر إلا ويخطئ،، وإلا فأنت تبحث عن المعصوم، ولا عصمة لغير الأنبياء، ولا نبي بعد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - فلا ترم محالا.
وهنا سوف أدلك على الطرق التي إذا اتبعتها تجاوزت هذه العقبات، فأحسن النية والعزم.
أولا: اللوم للمخطئ لا يأتي بخير غالباً.
تذكر أن اللوم لا يأتي بنتائج إيجابية في الغالب، فحاول أن تتجنبه.
يقول أنس - رضي الله عنه -: خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، فما قال لي: أفٍ، ولا لم صنعت، ولا أَلا صنعت " (١)
إنَّه في مثل هذه الأوضاع قد يستغرب بعضنا أو يستكثر أو يرى أن هذا ضرب من المحال أن يمر الأمر دون عتاب أو لوم.
وهذا الشأن من قبيل انشغال القلب بالعلويات عن السفاسف، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان مشغولا بالوحي وبعلو الدرجة بأن يكون في الرفيق الأعلى، أقل من ذلك لا، بأن ينال الوسيلة التي لم ينلها بشر.
كان أنس يقول: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا حدثه بعض أهله في شئ من ذلك يقول
(١) متفق عليه، أخرجه البخاري (٦٠٣٨) ك الأدب، باب حسن الخلق والسخاء وما يكره من البخل ـ واللفظ له ـ، ومسلم (٢٣٠٩) ك الفضائل، باب كان رسول الله أحسن الناس خلقا .....