للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " فإنَّ فساد ذات البين هي الحالقة " (١). لذا أعينوني بتجريد الإخلاص والصبر حتى ينجع الدواء، سأفتح صفحة جديدة مصطحبًا أخطاء الماضي، محاولاً فقه الواقع المر، فهلا ساعدتموني بصدق الاستعداد، والرغبة في العمل للإصلاح فَهَلْ من مشمر؟ هل من مجيب؟!

إخوتاه .. لماذا الأخوة؟

... أولاً: لإقامة كيان الأمة الإسلامية.

... إننا في عصر استذل فيه المسلمون، وبلغوا من العجز والوهن على نحو لم يسبق له مثيل، عَصرٌ سقطت فيه خلافتهم التي استمرت من عهد النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري، ليسجل التاريخ وصمة عار على جبين كل المسلمين في هذا العصر، عَصرٌ سقطت فيه أراضى المسلمين تباعًا ومازال المسجد الأقصى الأسير يئن تحت أيدي أعداء الله، عَصرُ الفوضى والغُثائية، عصر الغزو الفكري والثقافي ومحو الهوية الإسلامية، ثمَّ هو عَصْرُ الشتات والفُرقة والعداوات.

...كل هذا ونحن في سبات عميق، فبعضنا قصارى جهده الأحلام والأوهام، وبعضنا لا يعرف سوى الخطب والكلام، وبعضنا والى أعداءه وترك شرعة الإسلام، وبعضنا راح ضحية القهر فقصف الأقلام، وغالبنا صار يهوى الغفلة كيفما اتفقت له وعلى الدين السَّلام.

...فالمسلمون مقهورون نفسيًّا، أُريد لهم ذلك وللأسف انصاعوا لتيار أعدائهم، حتى انسحب البساط من تحت أرجلهم وهم في غفلة معرضون، لم تنفع معهم النذر الإلهية وراحوا في خوضهم يعمهون.


(١) أخرجه الترمذي (٢٥٩٠) ك صفة القيامة، وقال: حديث صحيح، وأبو داود (٤٩١٩) ك الأدب، باب في إصلاح ذات البين، والإمام أحمد (٦/ ٤٤٤)، وصححه الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (٢٥٩٥).

<<  <   >  >>