للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو شئ واحد.

ثم عليك أن تحسن إليه فتناديه بأحب الأسماء إليه " وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ " فلا تذكر اسماً له يكرهه، وهذا طريق لتعميق أواصر الأخوة أن تحسن لفظك، ولا تنطق أمامه إلا بما يحب.

(٤) الحسد.

إخوتاه ..

هذا الداء العظيم الفتاك ينساب في النفوس البشرية في لحظات الغفلة الإيمانية كما ينساب الماء في أغصان الشجر، فإن لم ينتبه إليه المسلم ويقطع دابره فسيكون سماً زعافًا يفتك بالجسم الأخوي.

قال تعالى: " فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [المائدة / ٣٠]

حسد أخاه فقتله، دب إليه الحسد، وهو داء الأمم السابقة، والحسد يغلى في قلب الشخص، والحسود شخص سيئ الأدب مع الله؛ لأنَّه ينظر إلى نعمة الله على أخيه، فيتمنى لو زالت عنه " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللهُ مِن فَضْلِهِ " [النساء / ٥٤] .....

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " دب إليكم داء الأمم قبلكم، الحسد والبغضاء هي الحالقة، لا أقول: تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين. والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يثبت ذلكم لكم أفشوا السلام بينكم " (١)

فلماذا تحسد أخاك أنْ منَّ الله عليه بشيء، فهذا ليس من قبل نفسه بل هو من عند الله ثم ألا تعلم أنَّ الله أعلم بالشاكرين، فما يدريك بحقائق الأمور فربما أعطاك


(١) أخرجه الترمذي (٢٥٠١) ك صفة القيامة والرقائق والورع، والإمام أحمد في مسنده (١/ ١٦٥، ١٦٧). وقال الهيثمى في المجمع (٨/ ٣٠): ـ رواه البزار وإسناده جيد، وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع (٣٣٦١) .....

<<  <   >  >>